لمحة تاريخية عن النقود العثمانية والمسكوكات العربية
النقود العثمانية :
لقد تعاقب على حكم الدولة العثمانية (واحد وأربعون) سلطاناً وتضم المتاحف اليوم العديد من المسكوكات العثمانية وخاصة من فترة السلاطين المتأخرين منهم ، وقد تميزت المسكوكات العثمانية بنقش الطغراء، والطغراء نصوص كتابية تضم اسم السلطان واسم أبيه ولقبه بطريقة فنية
رشيد الحلبوسي .
وتظهر الطغراء بشكل فني مزخرف احتوى اسم السلطان -مثلاً- (عبد الحميد بن أحمد خان خلد الله ملكه) ومدينة الضرب في قسطنطينية وتاريخ السك 1187؟، أما الجانب الآخر للمسكوكة فقد ضم النص التالي: (سلطان البرين وخاقان البحرين السلطان ابن السلطان) وهي من ألقاب السلطان العثماني (عبد الحميد الأول) ، وقد سك العثمانيون دنانير ذهبية ودراهم فضية وفلوساً نحاسية في العديد من المدن المهمة منها (القسطنطينية) العاصمة ومدينة (بغداد) ، وقد سميت بعض مسكوكاتهم بتسميات محلية، مثلاً، (حميدي) نسبة للسلطان عبد الحميد (ومجيدي) نسبة للسلطان عبد المجيد الأول والسلطان عبد المجيد الثاني .
أما أهم المميزات العامة للمسكوكات العربية :
الدنانير :
1- قضت على كل الشارات المسيحية وصور الأباطرة البيزنطيين ورسوم الآلهة .
2- حملت الدنانير العربية نصوصاً من القرآن الكريم في مركزي الوجه والظهر .
3- نصوص مركز الظهر حملت عبارات من كامة التوحيد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) .
4- حمل طوق الظهر عبارات من القرآن الكريم (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله . )
5- لم تحمل نصوص الدنانير اسم مدينة السك ، وكان العمل جارياً بهذا الشيء حتى في السنة الأولى لحكم المأمون 198.
6- كانت الدنانير العربية آنذاك وسيلة للإعلام .
7- لم تحمل النقود أسماء أشخاص طيلة فترة الخلافة الأموية وبداية الخلافة العباسية ، حتى سنة 139 في خلافة العباسي أبو جعفر المنصور، حيث حمل دينار مضروب سنة 139 عبارة (لله جعفر) .
الدراهم :
لقد كانت أكثر انتشاراً من الدنانير وتميزت بما يلي :
1- حملت نصوصاً عربية على الوجهين .
2- قضت على النصوص الفهلوية وصور معبد النار والملك الساساني .
3- حملت في مركز الوجه سورة التوحيد كاملة (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد) .
4- حملت نصوص الطوق اسم مدينة الضرب وسن الضرب إضافة للبسملة .
5- حملت الكثير من الأشكال الزخرفية والدوائر الصغيرة على محيطها .
6- حملت الدراهم أسماء الخلفاء والوزراء قبل الدنانير ، وذلك باعتبارها أوسع انتشاراً من الدنانير، فكان لها تأثير إعلامي وديني أكبر .
8- حملت شعارات الثوار والمناوئين للخلافة ، مثل (دراهم أولاد الزبير) المناوئة للخلافة العباسية .
8- حملت أسماء قادة الجيش ، مثل اسم (حميد) وهو حميد بن عبد الحميد قائد جيوش المأمون ، وذلك سنة 203هـ .
الفلوس :
1- حملت أسماء وكلمات عربية قبل الدنانير والدراهم ، حيث يوجد فلس عربي مضروب على الطراز البيزنطي سنة 17هـ نقش عليه الخليفة عمر بن الخطاب اسمه بالحروف العربية .
2- حملت الفلوس النحاسية البسملة وشهادة التوحيد والألقاب منذ عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان .
3- كان يكتب عليها العديد من النصوص الكتابية تضمنت عبارات الدعاء والعديد من الأسماء والألقاب .
4- لا يمكن تداول الفلوس إلا في المدينة التي سُكت فيها، وإذا أُريد لها التداول في مدينة أخرى فيجب أن تختم بختم يحمل اسم أمير هذه المدينة الجديدة .
5- حملت الكثير من عبارات الأدعية ، مثل فلس ضرب سنة 166 ، نقش عليه (باليُمن والسلم والسعادة) .
6- في عهد المماليك صارت الفلوس هي العملة الرئيسية في مصر، حيث كانت أجور الموظفين وغيرهم تحسب بالفلوس .
1- الدنانير : (هو جمع دينار) وهي تسمية غير عربية ، وقد عرف العرب هذا النقد الذهبي عن الروم وتداولوه قبل الإسلام ، وأصل التسمية (لاتيني من كلمة (دناريوس) ومعناها عشري) أي يشتمل على عشر وحدات ، وقد كان الدينار يساوي عشرة دراهم عند العرب .
2- الدراهم : اما الدراهم ، فأصل التسمية يوناني من كلمة (دراخما) .
3- الفلوس : هي لفظة يونانية أخذها العرب عن البيزنطيين .
النقود المعاصرة :
في وقتنا الحاضر لا يزال استعمال المسكوكات المعدنية موجوداً ، ولكن ليس بالدور الذي كان يلعبه قديماً ، فالمعدن الذي تصنع منه المسكوكات اليوم ليس معدناً ثميناً، حيث يستخدم الحديد والنحاس في سك النقود بدلاً من الذهب والفضة، ولعل من أهم أسباب تراجع الاهتمام بالمسكوكات المعدنية في أيامنا الحالية ظهور النقود الورقية التي تمتاز عن المعدنية بأنها أسهل حملاً وأقل كلفة .. ولكنها أسرع تلفا ً.