فلسطين
للشاعر: نزار قباني
لـو مـلـكـنا بـقـية إبـاء
لانتحينا ..لكننا جبناء
نصف أشـعـارنـا نقوش ومـاذا
ينفع النقش حين يهوي البناءُ؟
نرفض الشعر أن يكون حصاناً
يـمـتـطـيـه الـطـغـاة و الأقـويـاءُ
ما هو الشعر إن غدا بهلواناً
يـتـسـلـى بـرقـصـه الـخـلفاءُ
ما هو الشعر حين يصبح فأراً
كسرة الخبز- همه - والـغـذاءُ
و إذا أصـبـح الـمـفـكـر بوقاً
يستوي الفكر عندها والحذاءُ
عندما تبدأ البنادق بالعزف
تـمـوت الـقـصـائد العصماءُ
وحدويون ! والبلاد شظايا
كل جزء من لحمها أجزاءُ
ماركسيون ! والجماهير تشقى
فـلـمـاذا لا يـشـبـع الـفـقـراءُ
قرشيون ! لو رأتهم قريشُ
لاستجارت من رملها البيداءُ
لا يـمـيـن يـجـيـرنا أو يـسـار
تحت حد السكين نحن سواءُ
لو قرأنا التاريخ ما ضاعت القدسُ
وضاعت مـــن قـبلـها الحـمـراءُ
يا فـلـسطين لا تنادي عليهم
قد تساوى الأموات والأحياءُ
قتل النفط ما بهم من سجايا
ولـد يـقـتـلُ الـثـريَ الثراءُ
فلسطين لا تنادي قريشاً
فقريش ماتت بها الخيلاءُ
لا تنادي الرجال من عبد شمس
لا تنادي لم يبق إلا النساءُ
ذروة الموت أن تموت المروءاتُ
ويـمـشـي إلــــى الـوراءِ الـوراءُ
أيها الراكعون في معبد الحرف
كــفــانــا الــدوار والإغــمــاءُ
وقليل من الكلام نقي
وكثيرٌمن الكلام بغاءُ
كم أعاني مما كتبت عذاباً
ويعاني من شرقنا الشرفاءُ
كل من قاتلوا بحرف شجاع
ثم ماتوا .. فإنهم شهداءُ
أنا ما جئت كي أكون خطيباً
فبلادي أضاعها الخطباءُ
إنني رافض زماني وعصري
ومن الرفض تولدُ الأشياءُ