نون فلسطين

نون فلسطين


نمشُ كمان بهي على نهدي وردتيْ ... ليكتمل بنعومة تتفق مع كلمة "لطيف" بلا ضجيج فالوقت الان هو وقت الفعل البدائي البكر ... حيث الصمت قدرةَ أبداعية حقة على خلق حياة...

تنحني الكلمات في معبد النون ...عند مذبحها المقدس لكي تعيد ما تم سلبه من ذات الغطاء السماوي والثوب الأرضي ...تنحني بعشق وإجلال مفتتحة الطقس النوراني بالترانيم المطهرة ...

سيمفونية خطيئة ونكران للنون الباكية ...الراقصة بشدة كلما اشتد الظلم عليها...

(ارجو المعذرة للحظة واحدة لانني رغماً عني سأكتب التساؤل التالي :

هل من المعقول ان يتقبل الرجل مجرد فكرة وجوده داخل مساحة لا تتجاوز في الغالب الثلاثة امتار مربعة ملطخاً **يت القلي والسخام والروائح الزكية والكريهة لمدة تتراوح على الأقل من عشرين الى ثلاثين عاماً ؟)

نون الوطن ...الفلسطينية... البنية بالفطرة والمعدة مسبقاً لولائم الحزن والفراق ...تحيك من الدمع أثواب المجد الذي لا يليق بسوى معنى الانتظار ولكنها تمارسه ..

وتتجاهل والحل بها إجحاف ونكران بصمت عبر إعتنائها بالتنور وحقل ورد وتنتظر...

ولا تنال بعض حريتها الا عندما تكون في حضرة شهيد..لتزغرد ..لتبكي ..لتودعه كما تشاء ...ففي حالة تكون النون متجلية بصورتها العشقية ...فمن ذا لذي يمنعها عن طقسها هذا ؟؟

ما أجمل موسيقية الحرف ...مفعم بكل اسرار البدء..

النون..الحرف البكر..والفلسطينية زيتونة خلعت عنها أغصانها لكي تتجلى وتلد فعل الحياة والازدهار ...

زيتونة وان ماتت لا تمت واقفة فقط بل عاشقة ..

هي النون ..ترتب أحداث وأعمال الحياة منذ البداية بهدوء الندى وتمنح مع الخ** العشق ومع الحليب الانتماء ومع الماء البراءة ..

(لحظة أخرى:لا يمكن لامرأة أن تبحث أو أن تكتشف الجانب الذكوري فيها من الوهلة الأولى ولكن يمكن لرجل أن يكتشف بكل بساطة وسهولة الجانب الأنثوي فيه)

نمش كمان...

والتراتيل من أجلك تبعث النور في قلب العماء..وتنفض عن معناك غبار الممارسات الحمقاء يا سيدة الوطأة والمعنى الذي تحول رغماً عنك معنا الى خطيئة..

تمش كمان..

من النون الى النون...

يا امرأةَ القمرِ الحزين

والأمُّ التي لم تُوْلَدْ

أُقسمُ بكلِّ من لم تَلدي

من عُشاقٍ وثوارٍ وخونةْ

أنني اعتَنَقْتُكِ بكلِّ ما أُوتيتُ

من تمردٍ وغضبٍ وثورةْ

ولن يَرُدَّني عنكِ أحد